الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

أرجوك ... لا تقرأ هذا الكتاب



أى إنسان بإمكانه أن يكتب لك الوصفة السحرية للتخلص السريع من الإبداع ؛ ويرخص لك السلاح الأكثر فتكا ً بالإبتكار والإختراع ؛ ويرسم لك الخريطة الصحيحة لكيفية الوصول للتأخر والجمود.... منتهى البساطة ، الأمر لا يتعدى أكثر من "شكة دبوس " بل أقل ، كل المطلوب منك هو أن تكن عاديا ً ...فقد لخص أعظم جهابذة التأخر فى العالم مختزل نصائحهم وخبراتهم فى كبسولة واحدة .. " كن عاديا ً فقط " ، وإذا ما تناولت تلك الكبسولة تصبح على الفور متبلدا ً ؛ وسرعان ما تتبلد بداخلك كل حواس الإبداع وستشعر بدبيب الخمول يجرى فى دماك ، لقد حقق كتاب ( كيف تصبح إنسان عادى ) الأكثر مبيعا ً فى عالمنا العربى مأربه ؛ معتمدا ً فى نصائحه على لا شئ ... سوى أن تأكل بشكل عادى ، وتشرب بشكل عادى وتتصرف بشكل عادى ، وتقرأ وتكتب وتتحدث وتفكر وترى وتسمع بنفس العادية، تلك الوصفة لا تتطلب منك أى مجهود ؛ سوى ما أنت تقوم به فعلا ً كل يوم وكل ساعة ، تصرف كما كان تصرفك بالأمس القريب والبعيد ، تعلم نفس القواعد التى تعلمها السابقون عن أسلافهم ، أنتم اللاحقون ونحن السابقون ، عليكم أن تفعلوا ما فعلناه... سيروا على الدرب كما سرنا ، فمن مشى على الدرب وصل "لا أعلم إلى أين ..ربما الى الخلف " .. خافوا مثلنا فمن خاف سلم وأمن ، أغلقوا جميع الأبواب ، الباب الذى يأتى منه الريح أغلقه واسترح ؛ وأرحنا معك .
فى الواقع إن أفضل الأبواب التى تأتينا منه رياح الإبداع هو ذلك الباب الذى لا تجد فى عنوانه كلمة "عادى " ... إن هذه الكلمة تعد بمثابة العقاقير التى يمكن أن تستخدم كمسكن لتخدير الإبداع ؛ لذا فالمبدعون لا يطيقون رشف المزيد من هذه العقاقير المنومة للإلهام، و التى تحتوى على سم قاتل لمواهبهم الخلاقة ، إنهم يسلكون دائما ً الطرق غير العادية للوصول الى مناطق من الإلهام غير عادية ... تجعلهم متفوقون .. متقدمون ... متميزون .
المبدعون على الدوام هم الإستثناء من القاعدة بدون شذوذ ، هم الخروج عن المألوف بلا نشاز ، شعارهم اللاعادى هو " ان لم تكن فى زيادة فأنت فى نقصان " ... يستمسكون بقانون اللاآت الخمسة ؛ لا للتكرار ، لا للتقليد ، لا للمألوف ، لا للنمطية ، لا للقواعد ... المبدع دائما ً هو الإختلاف المتجسد والجرئ المتأسد والجديد المتجدد ، فهو عاشق للإختلاف ؛ كاره للائتلاف ؛ مضاد للأسلاف ، مبغض للعادة ؛ طامح للريادة ؛ أفكاره ولادة .
إن الشخص العادى هو الذى ـ فى الأغلب ـ يؤدى الأدوار المتوقع له أن يؤديها لأنه بكل بساطة ... عادى ؛ والأدوار المتوقعة فى الأساس هى الأدوار العادية التى يستطيع القيام بها كل البشر لا سيما العاديين ، فهم يدركون أفضل ما يمكنهم إنجازه ، يرعبهم التغيير ولا يأنسون بالمخاطرة حتى لا يفشلوا ، بل يفضلون إعادة المشاهدة لأشرطة نجاحاتهم العادية السابقة ولا يملون من إعادة تكرارها فى الواقع مرات ومرات ، فهم ليسوا إلا أصداء لصوت الماضى وظلالا ً لأشكاله المحصورة ، إنهم يعيدون اكتشافهم لإختراع العجلة من جديد.

غير أن العادة التى ألفها المبدعون ؛ هى عادة اكتساب فن الخروج عن فلك النمطية ؛ فى محاولة للحاق بقطار التميز والتطور السريع ، يبحثون عن حجر الفلاسفة الموكل بتحويل النحاس لذهب ، ويحلمون بتوزيعه على البشر أجمعين ، يرحبون بالأفكار الجديدة ، تملأهم الحياة بكل تغيراتها ولا يقنعون ، يبحثون دائما ً عن الكمال ، لا يتوقع أحد ماذا يمكن أن يبدر منهم ، يحملون فى أعينهم نظرات جائعة لا يمكن أن تشبع أبدا ً من مشاهدة الجديد وغير المتوقع ... سُئِل الأصمعى أى الشاعرين أشعر : بشار أو مروان بن أبى حفصة ؟ فقال الأصمعى : بشار ، وعلل الأصمعى ذلك بقوله : " لأن مروان أخذ بمسالك الأوائل ؛ وسلك طريقا ً كثر سلاكه ، فلم يلحق بمن تقدمه ، وأن بشارا سلك طريقا ً لم يسلكه أحد فانفرد به وأحسن فيه " .
وهذا هو بابلو بيكاسو رويز الفنان الإسبانى المعروف ، يرسم لوحة لفتاة تدعى جيرترود ستين ، وقرب انتهاء اللوحة يشطب بيكاسو رأس اللوحة التى أنفق فى انجازها الأيام والساعات الطويلة ، ثم يترك لوحته فى عطلة الصيف لأشهر عديدة أخرى ..وعندما يعود ليكمل رسم لوحته المشطوبة من الرأس ، ولكن هذه المرة يرسم من ذاكرته فلما انتهى منها ، اشتكى له بعض المهتمين بفنه من أن اللوحة لا تشبه صاحبتها ، فكان رد بيكاسو" من المؤسف حقا ً أنه يتوجب عليها أن ترتب أمورها بحيث تشبه هى اللوحة " لقد استطاع بيكاسو الفرار من سجن العادية غير مبالى بما يتوقعه منه أناس عاديين ، وأصبح بفضل نظرته غير العادية رائد الفن التكعيبى الذى يبحث فى النظر تحت سطح الأشياء التى نراها نحن العاديين ، ذلك الفن الذى انتقل اليه العديد من الرسامين فيما بعد ، كل هذا راجع الى أن بيكاسو أراد أن يكف عن قراءة تلك السطور العادية جدا ً من الكتاب الأكثر مبيعا ً " كيف تصبح إنسان عادى "

الأربعاء، 13 مايو 2009

تجربة :ـ


قالو فى الإبداع والإبتكار
يمكنك أن تحلم و تبتكر و تبدع أعظم الأفكار في العالم ، لكنك بحاجة إلى فريق لتحويل الأفكار إلى نتائج . يمكننا الوصول إلى القمر إذا ما وقفنا بعضنا على أكتاف بعض . والت ديزني